روراوة يهدد باللجوء إلى الفيفا وسفير الكاميرون ينقذ الموقف
إيتو غادر إلى إسبانيا..والطائرة الجزائرية عادت فارغة
رفض سهرة أول أمس لاعبو المنتخب الكاميروني السفر إلى الجزائر لمواجهة المنتخب الجزائري وديا مساء اليوم كما كان مخططا له مسبقا، وهذا في سيناريو غير متوقع تماما فاجأ حتى مسؤولي الاتحاد الكاميروني لكرة القدم، الذين استغربوا خرجة زملاء إيتو دقائق بعد تتويجهم بدورة "ألجي" بمراكش...
حيث رفض هؤلاء مباشرة بعد عودتهم من ملعب مراكش الكبير، أين واجهوا المنتخب المغربي في دورة "ألجي"، إلى فندق "بالميري بالاس" السفر إلى الجزائر، رغم أن الطائرة كانت بانتظارهم بالمطار، وقرروا مقاطعة لقاء الجزائر الودي بحجة غياب ما أسموه بـ"الفائدة المادية"، حيث اشترطوا الحصول على منح مالية مقابل المشاركة في اللقاء، وهو الأمر الذي أثار حفيظة مسؤولي الاتحاد الكاميروني وحتى ممثل وزارة الشباب والرياضة الكاميرونية، الذي كان حاضرا في مقر إقامة الأسود غير المروضة.
الاتحاد الكاميروني وصف اللقاء بـ"الخيار الرياضي"
ولام زملاء إيتو الاتحاد الكاميروني على قبول إجراء مباراة الجزائر دون مقابل مادي، وهو ما استهجنوه بشدة واعتبروه استخفافا بهم، وهو ما دفعهم إلى عقد اجتماع طارئ بمقر إقامتهم بمراكش، حضره تومبي أروكو الأمين العام للاتحاد الكاميروني وبلاز أومغبوا ممثل وزارة الرياضة الكاميرونية، وركائز المنتخب الكاميروني على غرار ألكسندر سونغ، كاميني، إينوه وجون ماكون، أين أعلنوا صراحة مقاطعتهم لمواجهة الجزائر الودية وعدم التنقل إلى المطار، الأمر الذي دفع قائد الطائرة، التي أرسلتها الفاف لنقل المنتخب الكاميروني، إلى اتخاذ قرار مغادرة مطار مراكش دون البعثة الكاميرونية، وكان الاتحاد الكاميروني وصف مباراة الجزائر بـ"الخيار الرياضي" للأسود غير المروضة لتحضير المنافسات الرسمية.
إيتو لم يحضر الاجتماع وغادر إلى إسبانيا
هذا وغاب النجم الكاميروني صامويل إيتو عن هذا الاجتماع، بسبب سفره إلى إسبانيا الذي كان مبرمجا منذ مدة، ما يعني أن غيابه عن لقاء الجزائر كان مبرمجا أيضا، واكتفى نجم نادي برشلونة السابق بالقول في تصريح مقتضب للصحفيين قبل مغادرته مقر إقامة المنتخب الكاميروني أول أمس "هناك بيان سيعده اللاعبون وسيعلنون فيه عن موقفهم من لعب مباراة الجزائر".
اللاعبون طالبوا بـ33 ألف يورو
وطالب زملاء ألكسندر سونغ الاتحاد الكاميروني بمنحة تقارب 33 ألف يورو مقابل المشاركة في مباراة الجزائر الودية، وهو ما اعتبره الاتحاد مبالغا فيه ورفض الانصياع لطلبات اللاعبين بحجة عدم توفر السيولة المالية، واكتفى الأمين العام للاتحاد الكاميروني وممثل وزارة الرياضة الكاميرونية، فضلا عن ألكسندر ريبيرو المناجير المكلف بتنظيم مباريات الأسود غير المروضة بإطلاق وعود تتمثل في منحهم قيم مالية بعد المباراة، وهو ما رفضه اللاعبون جملة وتفصيلا.
المسؤولون فكروا في معاقبة الركائز والمدرب رفض
من جهة أخرى وفي رد فعل سريع من قبل المسؤولين الكاميرونيين، فكر هؤلاء في معاقبة ركائز المنتخب الكاميروني الذين كانوا وراء فكرة المقاطعة، لكن المدرب الجديد للأسود غير المروضة الفرنسي دنيس لافان رفض اللجوء إلى هذا الخيار، بحجة تأثيره المباشر على وحدة المنتخب الكاميروني، الذي يتواجد في مرحلة إعادة بناء بعد فشله في التأهل إلى كأس أمم إفريقيا 2012.
اتهموا الفاف بعدم تخصيص أي حصة مالية لإجراء المباراة
رفاق ايتو يعاتبون المناجير ريبيرو و الاتحادية ولا يعترفون إلا بلغة المال
قالت مصادر إعلامية على دراية بملف رفض المنتخب الكاميروني التنقل إلى الجزائر لمواجهة الخضر اليوم في المباراة الودية التي كانت مقررة بينهما بملعب 5 جويلية أن لاعبي تشكيلة "الأسود الجموحة" اتهموا الاتحادية الجزائرية لكرة القدم بعدم تخصيصها أي حصة مالية لهم مقابل لعب هذه المباراة ومواجهة منتخبنا، قائلين إنهم لا يعترفون سوى بلغة المال والمقابل لا لغة الود وتحسين العلاقة بين اتحادية بلادهم ونظيرتها الجزائرية.
وقال ممثلو اللاعبين الأربعة في الاجتماع الذي عقدوه بأمين عام الاتحادية الكاميرونية إنهم لن يأتوا للمنتخب للعب بدون مقابل أومن أجل سواد عيون هذا أو ذاك، فكل شيء بالمقابل، وكان على الاتحادية أن تطلب من نظيرتها الجزائرية مبلغا مقابل هذه المباراة.
وأوضح ممثل الاتحادية الكاميرونية للاعبين خلال الاجتماع المذكور أن هيئته لم تكن يوما تنوي جمع المال من وراء برمجة اللقاء أمام المنتخب الجزائري، بل المباراة تندرج في إطار مساعيها لإعادة بناء المنتخب من جديد بعد الإقصاء من تصفيات كأس أمم إفريقيا 2012، وبما أن المنتخب كان مبرمجا أن يسافر للعب أمام المغرب بالمغرب لم يروا مانعا من برمجة مباراة أخرى في الجزائر لأن المسافة قصيرة جدا بين البلدين.
من جهة ثانية عاتب اللاعبون مناجير الاتحادية الكاميروني أليكسندر ريبيرو كونه تفاوض مع الاتحادية الجزائرية حول المباراة دون طلب المقابل، وهو الذي يعلم مسبقا أن كل مباراة لن تجري بدون أموال.
روراوة هدد بمراسلة الفيفا لمعاقبته
منتخب الكاميرون يؤكد حضوره إلى الجزائر لمواجهة "الخضر"
أكد مدرب المنتخب الكاميروني، الفرنسي دونيس لافاني، أمس حضور المنتخب إلى الجزائر قصد مواجهة المنتخب الوطني وديا مساء اليوم بملعب 5 جويلية، بعد توصل مسؤولي الاتحادية الكاميرونية إلى أرضية اتفاق مع اللاعبين، الذين هددوا بعدم التنقل إلى الجزائر حتى يتسلموا مستحقاتهم المالية.
قال لافاني في تصريحات لجريدة "ليكيب" الرياضية الفرنسية بأن القضية حلت، موضحا "الأزمة وجدت طريقها للانفراج صباح الاثنين (أمس)، لقد حل النزاع الذي كان قائما بين مسؤولي المنتخب والاتحادية مع اللاعبين بسبب منحة مالية نظير مشاركتهم في المباراة الودية أمام الجزائر"، مضيفا "كل الأمور تبدو على ما يرام، وسنسافر إلى الجزائر في المساء أو يوم الثلاثاء صباحا (اليوم)"، في حين أكدت تقارير صحفية كاميرونية بأن بعثة الكاميرون ستحل في وقت مبكر من صباح اليوم قصد مواجهة "الخضر".
وكانت الطائرة الخاصة التي وفرتها الفاف لنقل الوفد الكاميروني إلى الجزائر، قد غادرت مراكش في ساعة مبكرة من صباح أمس الاثنين إلى اسبانيا بعد أن بقيت رابضة بالمطار لأكثر من 5 ساعات، اثر رفض الكاميرونيين المجيء إلى الجزائر، ويبدو أن تسوية الأزمة، دفع الفاف لإيجاد حل آخر قصد نقل المنتخب الكامروني إما بتوفير طائرة أخرى، أو السفر على متن رحلة للخطوط الملكية المغربية.
وفي سياق متصل، هدد رئيس الفاف محمد روراوة في وقت سابق الاتحادية الكاميرونية، باللجوء إلى الفيفا وتقديم شكوى لديها في حالة عدم التزام الكاميرونيين بمجيئهم الى الجزائر ولعب المباراة.
واعتبرت تقارير صحفية كاميرونية بأن تهديدات روراوة، جاءت على خلفية الخسائر التي قد تتكبدها الفاف في حالة عدم لعب اللقاء، خاصة وأنها خسرت الكثير من الأموال لتنظيم المباراة، فضلا عن التزاماتها مع المؤسسات التي اشترت حقوق بث المباراة، وكذا المعلنين.
وزير الرياضة الكاميروني يحتوي الأزمة
وكشف الموقع الالكتروني الرياضي الكاميروني "كام فوت" أمس بأن روراوة تحدث هاتفيا مع نظيره الكاميروني، وأكد له بأنه مستعد لمنحه مبلغ 30 ألف دولار لتوزيعها على اللاعبين فور وصولهم الى مطار الجزائر الدولي، وأضاف المصدر نفسه بأن اللاعبين رفضوا هذا المقترح وتشبثوا بموقفهم، قبل أن يتدخل وزير الرياضة الكاميروني ميشال زوا ويرسل لهم مبلغ 25 مليون فرنك إفريقي (حوالي 35 ألف أورو)، بعد أن فشل سفير الكاميرون بالمغرب في تدبير هذا المبلغ.
مدرب الكاميرون برمج حصة تدريبية أمس بمراكش
برمج مدرب المنتخب الكاميروني، في الرابعة من زوال أمس حصة تدريبية بمراكش، قصد التحضير لمواجهة اليوم، قبل السفر إلى الجزائر صباح اليوم، وغادر بعض اللاعبين التشكيلة، على غرار صامويل ايتو وجون ماكون، مع احتمال مغادرة لاعبين آخرين، فيما يوجد بالجزائر لاعب واحد هو يايا بانانا لاعب الترجي التونسي، الذي تكفلت به السفارة الكاميرونية، في انتظار وصول زملائه.
هددوا حتى بمقاطعة مباراة المغرب لنفس السبب
وعلى صعيد آخر قالت نفس المصادر إن لاعبي المنتخب الكاميروني كانوا هددوا حتى بمقاطعة مباراة المغرب في إطار دورة أل جي لنفس السبب، غير أن المسؤولين أقنعوهم بالتراجع وتأجيل الحديث عن الأمور المالية.
سفير الكامرون بالجزائر توسط لحل المشكل
الفـاف تـضع منتخب الأسود في القـائمة السـوداء
أفاد مصدر موثوق ان رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد رورواة، اتصل بسفارة دولة الكامرون بالجزائر صبيحة أمس، للاستفسار عن رفض رفقاء صامويل ايتو، القدوم إلى الجزائر لخوض اللقاء الودي أمام المنتخب الجزائري مساء اليوم.
وحسب مصادرنا فإن الأمين العام للفاف نذير بوزناد والحاج بوكاروم، عضو المكتب الفدرالي، غادرا مقر دالي إبراهيم عند منتصف ليلة أمس الأول باتجاه مطار هواري بومدين لاستقبال المنتخب الكامروني، الذي كان مقررا وصوله على الساعة الـواحدة صباحا، لكن بعد مرور قرابة ساعة عن الوقت المحدد، تلقى المناجير العام عبد الحفيظ تاسفاوت مكالمة هاتفية من مسؤولة في الاتحاد المغربي لكرة القدم لتعلمه برفض لاعبي المنتخب الكامروني السفر إلى الجزائر.
وبعد وصول الخبر، اتصل رئيس الفاف رورواة بنظيره الكامروني، للتأكد من النبأ، لكن دون جدوى، حيث لم يرد عليه رئيس اتحادية الكامرون في البداية، الذي كان حينها يتفاوض مع اللاعبين بفندق "بالميري ڤولف بالاس" بمراكش.
وأضاف مصدرنا ان اتحادية الكامرون، أعلمت نظيرتها الجزائرية صبيحة أمس، بأن منتخبها قد يتنقل بالتشكيلة الاحتياطية إلى الجزائر، لتنقطع الإتصالات بين الطرفين بعد ذلك، لم تعلن الفاف عن الإلغاء الرسمي للمواجهة.
وأكد مصدرنا بأن الاتحادية الجزائرية، وضعت المنتخب الكامروني، ضمن القائمة السوداء، وقررت عدم برمجة أي مباراة ودية معه مستقبلا.
تاريخ المنتخبات الإفريقية مليء بالفضائح والمساومات
الكاميرون على آثار ما فعله منتخب الطوغو في مونديال ألمانيا ونيجيريا في أمريكا
أكد الإضراب الذي قام به أمس لاعبو المنتخب الكاميروني لكرة القدم، الذين طالبوا بضرورة تلقي مكافآتهم المالية قبل التنقل إلى الجزائر لمواجهة الخضر وديا، بأن كرة القدم في إفريقيا ما تزال متخلفة من الناحية التنظيمية، وأنها لم تواكب التطور الكبير الذي عرفته اللعبة من الناحية الفنية، التي تبقى تصدر سنويا عشرات اللاعبين للاحتراف في أوروبا.
في نفس الوقت، لم يكن الأمر مفاجئا لدى معظم المتتبعين، وهذا بالنظر إلى تاريخ كرة القدم في القارة السمراء المملوء بالفضائح والمسلسلات الهزلية من هذا النوع، وهذا مثلما حدث للكثير من المنتخبات الإفريقية خلال منافسات رسمية كبرى، على غرار منتخب نيجيريا خلال نهائيات كأس العالم التي احتضنتها أمريكا سنة 1994، عندما رفض اللاعبون اللعب إلى غاية حصولهم على مستحقاتهم المالية.
ولعل أخطر وأغرب حادثة معاصرة وقعت في تاريخ كرة القدم وفي منافسة رسمية بحجم نهائيات كأس العالم هو ما قام به منتخب الطوغو في مونديال ألمانيا في 2006، عندما تمرد رفقاء الدولي أديبايور على فيدراليتهم وأصروا على تلقي مستحقاتهم قبل الدخول في المنافسة، إلى درجة أنهم شككوا في نزاهة رئيس الفدرالية الطوغولية آنذاك واتهموه بتحويل الأموال لشخصه، مما اضطر الاتحاد الدولي (الفيفا) إلى التدخل بسرعة لفظ النزاع، وهذا بطريقة لم تتعود عليها الهيئة الدولية عندما قامت بجلب الأموال بنفسها وتوزيعها على اللاعبين مباشرة، في سابقة أولى من نوعها.
من جهة أخرى، ليست المرة الأولى التي يعرف فيها المنتخب الكاميروني مثل هذه المشاكل ما بين اللاعبين المحترفين والفيدرالية، ففي كل مرة تطفو إلى السطح مشكلة المستحقات والمنح، خاصة قبيل المنافسات الرسمية.
إلغاء مباراة كوت ديفوار والسينغال أيضا
من جهة أخرى، ألغيت أمس المباراة الودية التحضيرية التي كان من المفروض أن تلعب اليوم أيضا بفرنسا ما بين منتخب كوت ديفوار ونظيره السينغالي، وهذا لأسباب تنظيمية، تتعلق بتأخر وصول منتخب الفيلة من جنوب إفريقيا بعد إجرائه مباراة ودية السبت الفارط أمام منتخب جنوب إفريقيا كانت انتهت بالتعادل الإيجابي ( 1 / 1 ).